سورة الحجر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


قوله عز وجل: {قال ربِّ بما أغوَيتني} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: بما أضللتني، قاله ابن عباس.
الثاني: بما خيبتني من رحمتك.
الثالث: بما نسبتني إلى الإغواء.
ويحتمل هذا من إبليس وجهين:
أحدهما: أنه يقوله على وجه القسم وتقديره: وحق إغوائك لي.
الثاني: أنه يقوله على وجه الجزاء، وتقديره لأجل إغوائك لي.
{لأزينن لهم في الأرض} يحتمل وجهين:
أحدهما: لأزينن لهم فعل المعاصي.
الثاني: لأشغلنهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة. {ولأغوينهم أجمعين} أي لأضلنهم عن الهدى.
{إلاّ عبادك منهم المخلصين} وهم الذين أخلصوا العبادة من فساد أو رياء حكى أبو ثمامة أن الحواريين سألوا عيسى عليه السلام عن المخلص للّه، فقال: الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس.
قوله عز وجل: {قال هذا صراطٌ عليَّ مستقيم} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة، قاله عمر رضي الله عنه.
الثاني: هذا صراط إليَّ مستقيم، قاله الحسن فتكون عليَّ بمعنى إليَّ.
الثالث: أنه وعيد وتهديد، ومعناه أن طريقه إليَّ ومرجعه عليَّ، كقول القائل لمن يهدده ويوعده: عليَّ طريقك، قاله مجاهد.
الرابع: معناه هذا صراط، عليّ استقامته بالبيان والبرهان. وقيل بالتوفيق والهداية. وقرأ الحسن وابن سيرين: {عليٌّ مستقيم} برفع الياء وتنوينها، ومعناه رفيع مستقيم، أي رفيع أن ينال، مستقيم أن يمال.


قوله عز وجل: {ادخلوها بسلامٍ آمنين} في قوله {بسلام} ثلاثة أوجه:
أحدها: بسلامة من النار، قاله القاسم ابن يحيى.
الثاني: بسلامة تصحبكم من كل آفة، قاله علي بن عيسى.
الثالث: بتحية من الله لهم، وهو معنى قول الكلبي.
{آمنين} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: آمنين من الخروج منها.
الثاني: آمنين من الموت.
الثالث: آمنين من الخوف والمرض.
قوله عز وجل: {ونزعنا ما في صدورهم مِنْ غِلٍّ} فيه وجهان:
أحدهما: نزعنا بالإسلام ما في صدورهم من غل الجاهلية، قاله علي بن الحسين.
الثاني: نزعنا في الآخرة ما في صدورهم من غل الدنيا، قاله الحسن، وقد رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً.
{إخواناً عَلَى سُرُرٍ متقابلين} في السرر وجهان:
أحدهما: أنه جمع أسرة هم عليها.
الثاني: أنه جمع سرورهم فيه.
وفي {متقابلين} خمسة أوجه:
أحدها: متقابلين بالوجوه يرى بعضهم بعضاً فلا يصرف طرفه عنه تواصلاً وتحابياً، قاله مجاهد.
الثاني: متقابلين بالمحبة والمودة، لا يتفاضلون فيها ولا يختلفون، قاله علي بن عيسى.
الثالث: متقابلين في المنزلة لا يفضل بعضهم فيها على بعض لاتفاقهم على الطاعة واستهوائهم في الجزاء، قاله أبو بكر بن زياد.
الرابع: متقابلين في الزيارة والتواصل، قاله قتادة.
الخامس: متقابلين قد أقبلت عليهم الأزواج وأقبلوا عليهم بالود، حكاه القاسم.
قيل إن هذه الآية نزلت في العشرة من قريش. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير منهم.
قوله عز وجل: {نَبِّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} سبب نزولها ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يضحكون، فقال: «تضحكون وبين أيديكم الجنة والنار» فشق ذلك عليهم، فأنزل الله تعالى: {نَبِّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم}


قوله عز وجل: {قالوا لا توجل} أي لا تخف، ومنه قول معن بن أوس:
لعمرك ما أدري وأني لأوجل *** على أينا تعدو المنيةُ أوّلُ
{إنّا نبشِّرك بغلامٍ عليم} أي بولد هو غلام في صغره، عليم في كبره، وهو إسحاق.
لقوله تعالى {فضحكت فبشرناها بإسحاق}.
وفي {عليم} تأويلان:
أحدهما: حليم، قاله مقاتل.
الثاني: عالم، قاله الجمهور.
فأجابهم عن هذه البشرى مستفهماً لها متعجباً منها {قال أبَشّرتموني على أن مسنيَ الكبر} أي علو السن عند الإياس من الولد.
{فبم تبشرونَ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه قال ذلك استفهاماً لهم، هل بشروه بأمر الله؟ ليكون أسكن لنفسه.
الثاني: أنه قال ذلك تعجباً من قولهم، قاله مجاهد.
{قالوا بشرناك بالحقّ} أي بالصدق، إشارة منهم إلى أنه عن الله تعالى.
{فلا تكن مِنَ القانطين} أي من الآيسين من الولد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8